معا لحماية الاسنان من التسوس
هل تسوس الأسنان مرض معد؟!
هناك من الباحثين من يعارض وهناك من يؤيد. وتساؤلات كهذه ليس الهدف منها العبث المعرفي أو الترف الفكري، انما تهدف في النهاية إلى الوصول إلى الطرق الوقائية المثلى لحماية الاسنان من التسوس. فتسوس الاسنان ناشئ في الأساس بسبب الارتفاع في استهلاك السكريات في الاطعمة والمشروبات وهذه السكريات بدورها تستفيد منها بكتيريا التسوس (وخاصة نوع الميوتانس) الموجودة في الفم في إنتاج الاحماض لتتسبب في نخر الأسنان وتسوسها.
ولكن... كيف تتوفر بكتيريا التسوس في الفم؟! وهل لو منعنا تواجدها في الفم أو على الاقل خفضنا من كميتها سيؤدي ذلك من تقليل معدلات الإصابة بتسوس الاسنان؟
كانت هذه الفرضية محط انظار الباحثين وبالفعل افادت عدد من الدراسات الحديثة انه عند القدرة على منع تراكم بكتيريا التسوس في السنوات الأولى للطفل فإن ذلك يؤدي إلى التقليل من تسوس اسنانه في الفترات العمرية اللاحقة. ومعظم الأطفال يبدو ان لديهم هذا النوع من البكتيريا الذي غالباً ما يكون انتقل إليهم من أمهاتم عن طريق اللعاب خلال فترة بزوغ الاسنان اللبنية (اي في الفترة ما بين عمر 6- 30شهراً).
فالافراد الذين تتجمع على أسنانهم معدلات عالية من تلك بكتيريا التسوس (الميوتانس) في فترة الطفولة المبكرة تجدهم مستقبلاً - في الغالب - يعانون من معدلات تسوس أسنان أكثر من غيرهم الذين تبدأ تجمعات بكتيريا التسوس في سن متأخرة! ولذا فوجود مثل هذا النوع من البكتيريا على الاسنان اللبنية بنسبة عالية يعتبر مؤشراً قوياً إلى ان هذا الطفل معرض وبشكل كبير للإصابة بمعدل عال من التسوس مما يستلزم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة بشكل أكبر من غيره.
وكتأكيد على هذه النظرية فإن احد الباحثين طلب من بعض الامهات الوالدات حديثاً وكن ممن لديهن بكتيريا التسوس بكميات كبيرة، طلب منهن استخدام مضمضة الفم الوقائية (الهيكسيدين) وبانتظام ولفترة طويلة وأظهرت النتائج لاحقاً انخفاضاً كبيراً في مستوى تسوس الاسنان لدى أطفالهن. وبنفس مبدأ حماية الاسنان منذ الطفولة المبكرة اعاد بعضهم دراسة هذه الفكرة ولكن هذه المرة طلب من الامهات الوالدات حديثاً استخدام لبان وعلوك لا تحتوي على سكريات مسببة للتسوس بل استخدم فيها سكريات بديلة تحمي الاسنان من الإصابة بالتسوس (وبالتحديد سكر الزايليتول). والزايلتول هذا إذا استخدم لفترة قصيرة فإن له اثراً في خفض كميات بكتيريا التسوس وكذلك تقليل تراكم طبقة اللويحة الجرثومية على الاسنان، وبالتالي يسرع عملية إزالته من الفم مع اللعاب وبناءاً على ذلك اختيرت عدد من الامهات اللاتي افواههن تتوفر بها بكتيريا التسوس بكثرة وطلب منهن مضغ علك استخدم فيه سكر الزايليتول وكان ذلك بعد مضي ثلاثة أشهر من ولادتهن واستمرين في استخدام هذا العلك أربع مرات يومياً ولمدة سنتين، وكانت النتيجة بعد بلوغ اطفالهن سن خمس سنوات ان معدل التسوس لديهم كان أقل بشكل كبير مقارنة بغير
هم!! كما ان كميات بكتيريا التسوس ايضاً كانت منخفضة لديهم وبشكل واضح. ومن هنا كان البرهان بأن اتخاذ الوالدات حديثاً عادات وقائية قبل بزوغ الاسنان اللبنية لطفلها له اثر في تقليل أو منع انتقال بكتيريا التسوس منها إلى طفلها.
ولنطلقها معاً صيحة "أيتها الأم... اسنانك من أجل أبنائك".
|