حلم الخلود.. الابدية... و اكسير الحياة

[ماروكو]

خيالات داعبت البشرية طويلا

الخلود والأبدية .. الحياة لعمر طويلا

ذلك الحلم المثير الذى حلم به الكثيرون...

الحياة لأجل المستقبل .. لنرى كيف ستتكون الحياة .. وكيف سيكون المستقبل !

حقاً ذلك حلم رواد العديد !

فى الثالث والعشرون من شهر فبراير عام 1997.. وفى أسكتلندا.. خرجت مفاجأة للعالم

أعلن عن إستنساخ النعجة (دوللى) الشهيرة بواسطة فريق بقيادة العالم (أيان ويلموث)

و العالم (كيث كامبل)

تم الإعلان عن إستنساخ النعجة (دوللى)



بدون طريقة التزاوج الطبيعية وتم الإستنساخ عن طريق الإستنساخ الجسدى (اللاجنسى)
أي بدون نطفة من الذكر كما هو الأمر الطبيعى
والتكاثر اللاجنسى مطبق بالفعل على نطاق تجارى بالنبات ... ولكن فى الحيوان ومنها للبشر .. أمر مثير بالفعل !

كانت صدمة للبشرية .. إقتراب الحلم من الخلود !

الإستنساخ .. فكرة ليست جديدة مثلما نعتقد وإنما تم الكتابة عنها منذ فترات سابقة

نحن فى عام 1958.. صدرت رواية أثارت ضجة بالعالم إسمها
(عالم بلا رجال) World Without men

للكاتب (تشارلز إيريك)
Charles Eric Maine


عالم من النساء.. لا يوجد به مكانا للبشر.. ويتم إستنساخ الأبناء من النساء عن طريق الخلايا الجسدية

وبعد أن اثارت تلك الرواية ضجة كبيرة

وبعدها بعام..

صدرت رواية (كوكب العذارى) The Virgin Planet

للكاتب (بول أندرسون)
.. ولا يوجد مكان للرجال أيضا وتوجد نفس الطريقة بالإستنساخ لأجل غرض إنتاج الأفراد !

وبعدها بعام 1965 كتب أصدر الأديب البريطانى الشهير جداً (ألدوس هكسلى)
رواية .. Brave New World
وفيها ظهرت فكرة العالم المثالى الذى حلم به الفيلسوف الشهير (أفلاطون)


قسم جنس البشر إلى طبقات.. طبقات عليا ودنيا طبقاً للمواصفات الفيزيائية أو الجسمية وكذلك الخصائص الذهنية والعقلية



فى ذلك العالم يتم توزرع الأدوار حسب الخصائص والصفات التى يمتلكها كل فرد
فطبقة الحكماء لا تحتاج إلى البنية القوية للحكم ولكنها بحاجة إلى الذكاء والعقل
وطبقة العمال يجب أن تتوافر بها الشروط الجسدية القوية ... ولا يهم مستوى الذكاء !

ولكن. هذا عالم عنصرى يقوم على فكرة التميز والجنس السامى ...كإيمان (هتلر) بالجنس (الأري) !

ولم تقتصر فكرة الأستنساخ على الأدب.. إنما أمتدت إلى السنيما


فلم (النائم) .. عام 1973



الذى قام ببطولته وإخراجه الممثل الأمريكى ( وودى ألان) ..
حقاً قصة الفلم ممتعة للغاية !

أحد الحكام الطغاة قتل فى إنفجار قنبلة .. ولم يتبقى منه سوى الأنف فقط فيحاول أتباعه الحصول عليه لإستنساخ زعيم أخر ولكن بطل الفلم يمنعهم فى النهاية
كوميديا قد تتحول لكابوس للبشرية فى حالة إستنساخ السفاح (شارن) فى وقتنا الحالى!

وهذا بالفعل ماحدث برواية (أولاد من البرازيل) The Boys From Brazil للكاتبة (إيرا ليفي)
والتى تحولت لفلم سنيمائى أثار ضجة طويلة


وفيه تمكن الطبيب الخاص للزعيم الألمانى النازى من الفرار إلى البرازيل بعد هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الثانية ومعه خلايا وأنسجه لهلتر وينجح فى إستنساخ 94 طفلاً تماثل (هتلر) من الناحية
الجسدية والنفسية
وتم توزيع هؤلاء الأولاد بواسطة رجال هذا الطبيب الشرير على عدة أباء بدون أن يعلموا ذلك

وفى الحقيقة مات والد الزعيم (هتلر) وهو فى الخمسينات..
لذا ففى الفلم تم قتل هؤلاء الأباء !

وأسترعى ذلك إنتباه عالم يهودى تمكن فى النهاية من الوصول إلى عملية الطبيب وأعوانه لذا فقد تتبع هذا العالم اليهودى

بالطبع يكون العالم يهودياً كالعادة ويقوم هو وعلماء الغرب بمطاردة هؤلاء الصبية لأجل القضاء عليهم حتى لا يظهر بعبع (هتلر) ثانية !

ولعلنا كلنا نعرف ذلك الفلم الشهير الذى عرض بعام 1993 بإسم حديقة الديناصورات
JURASSIC PARK

الذى أثار ضجة واسعة بكل أنحاء العالم .. وفيه تم تخليق الديناصورات من مواد وراثية باقية على جناح حشرة بحجرة كهرمان عمرها ملايين السنوات !

حقاً كان الإستنساخ مارد كامناً أطلقه العالم (أيان ويلموث) من براكينه ونحن على أعتاب القرن الحادى والعشرون ..

مارد أثار ضجة بالعالم ..
ذلك المارد الذى تم إستدعاء العالم (أيان ويلموث) إلى مجلس العموم البريطانى بعدها لأجل إستجوابه عن مدى إمكانية تخليق البشر فكان رده مفاجيء للجميع حينما قال :
(نعم , لو رغب العلماء بإجراء أبحاث الإستنساخ على البشر فقد يستطيعون ذلك بغصون عامين)

وفى اليوم الثانى بعد الإعلان عن هذا الخبر
وفى أمريكا طالب الرئيس الأمريكى (بيل كلينتون)



مستشاريه القوميين بتقصى الحقائق حول هذا الإستكشاف وأثره الأخلاقي وأنعقدت بسببه لجنة الأخلاق البيولوجية

واثار الخبر الأزهر والفاتيكان .. حتى إسرائيل نفسها قام رجال الدين بها بشجب الأمر
وقامت الكثير من الدول بإصدار قوانين تمنع إستنساخ البشر أو حتى إجراء البحوث عليها



والأن .. وبعد أحدى عشر سنة من إكتشاف الإستنساخ ..

تقدم هذا العلم كثيرا وتم تخفيف الكثير من القيود عليه

حيث يرى مأيدون الإستنساخ أنه يمكن القضاء على أحزان الأم التى فقدت وليدها عبر إستنساخ طفل أخر لها

بينما يري البعض الأخر أن هذا ظلم للكائنن الذى تم إستنساخه بسبب مشكلة رهيبة ظهرت بالنعجة (دوللى)
وهى أن عمرها ليس كما كان يتوقع
فقد تم أخذ الخلية الجسدية التى تم أخذها من النعجة الأم وقد كان عمر النعجة الأم ستة سنوات
لذا عندما وصلت النعجة (دوللى) إلى العمر الثالث كان عمرها الفعلي تسعة سنوات فظهرت عليها أعراض الشيخوخة المبكرة !
لأنه تم حساب عمر الست سنوات عمر الخلايا الجسدية !

لذا فإستنساخ رجل كبير ولنفرض عمره خمسون سنة فسيكون الطفل المستنسخ عليه مظاهر الشيخوخة وهو طفل لأنه عاش خمسون سنة من قبل !

من منا يقبل بذلك ؟

أن يعيش مرة أخرى من النقطة الـى تم إستنساخه بها !

علم جديد.. له فوائده وله أضراره أيضا !

ولكن تبقى الأية الكريمة ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)

كدليل على فشل حلم الخلود...
أو الأبدية ..
أو أكسير الحياة .
ثلاث مرادفات لحلم رواد البشرية منذ ظهور (فرانكشتاين) !

فمن يدرى ما الذى سيحمله الغد
نعم... من يدرى؟

لطالما شغلتني امور الحياة والخلود والخالق والمخلوقات
وتناسخ الاجساد ..تناسخ الخلايا ....والزمن الموت والحياة
أحببت ان اشاركم في شغفي
تحياااااااااااااااااااااتي للجميع
بتمنى تعطوني ارأكم في الموضوع


مسرووووووق