[سلوم 2014]

منذ أكثر من عشرين سنة وهذه الببغاوات تدور في أسواقنا ومازالت أعمارها فروخاً في بحر السنة ، وما زالت هذه العبارة تدور معها حيثما دارت ،
وما سألتُ بائعاً عن عمر أحدها عنده إلا قال هو فرخ في بحر السنة ،
وخاصة الطيور غير المحجلة أو ذوات الحجول المفتوحة المعروفة بمسمى حجول الكبس أو الحجول الأرجنتينية القديمة التي لم يكن يكتب عليها رقم سنة الإنتاج ، أو ذوات الحجول الملساء التي يضعها بعض هواة الببغاء المنتجين في بيوتهم والتي لا يوجد عليها أي رمز بتاتاً ،
وأفضل هؤلاء الباعة من يقول هو في بحر السنة على كلام راعيه الأول معتقداً أن هذا التملص تبرأُ به الذمة !
لو لقيتُ راعيه الأول لقلت له وما أدراك أنه في بحر السنة ؟ هل هو من إنتاجك ؟
أجزم بأنه سيعيد عليَّ الجملة الشهيرة ذاتها قائلاً على كلام راعيه الأول هو في بحر السنة ، وسأخرج من أولٍ في أول حتى لا أعرف لهم أول من آخر ،
هؤلاء هم بعض شريطية أسواق طيور الببغاء لا كثرهم الله وهم قلةٌ قليلة ولله الحمد ،
أخبرني أحد باعة هذه الطيور الأمناء ، أو كذلك أحسبه والله حسيبه ، أخبرني أن بعض الباعة عندما يشتري طائراً يحمل حجلاً قد طبع عليه تاريخ سنة الإنتاج وكانت قديمة مما يدل على أن عمر الطائر كبير يقوم بطمس ذلك التاريخ بالمبرد أو نحوه أو قطع الحجل وإخراجه إن لزم الأمر ثم يبيع ذلك الطائر على أنه فرخٌ في بحر السنة ، وأخبرني عن أمور أخرى يندى لها الجبين تحدث أثناء رحلة تهريب طيور الببغاء ، قال لي إن بعضها تسقى الخمر ومواد مخدرة أخرى وأن بعضها توضع في قوارير بلاستيكية شفافة كانت في الأصل لمياه الشرب الصحية أو المياه الغازية وهي ضيقة جداً وأن بعضها يلف على سيقانها ومناقيرها شريط لاصق حتى لا تصدر منها أي حركة أو صوت يدل على مكان تخبئتها حتى تجتاز المنافذ والمعابر ونقاط التفتيش وحتى تصل إلى أسواقنا ،
ولا تصل إلى أسواقنا إلا وقد نفق منها أكثر من ثلثها ومن وصل منها على قيد الحياة فإنه يصل عليلاً يحمل الفيروسات نتيجة التغذية السيئة وحشر أعداد كبيرة منها في مكان ضيق سيء التهوية مما يساعد على انتشار الأمراض في ما بينها ،
ثم تكبس على أرجلها الحجول وتباع في أسواقنا على أنها إنتاج مزارع معروفة أو إنتاج هواة الببغاء المحليين وأنها سليمة من جميع الأمراض وأنها مازالت فروخ في بحر السنة .



[emoji173]️كوكاتو ملوكان حبٌ وحنان[emoji173]️