عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-2016, 06:14 PM   #1
سلوم 2014
هاوي فعال
 
الصورة الرمزية سلوم 2014







الأمازوني العجوز

يعيش عندي هذا الببغاء الأمزوني المسن منذ زمن بعيد لا يضره حر ولا برد ولا شمس ولا هواء ولا مطر
مرات كثيرة نسيته على سطح البيت أو في الحوش لا أعلم ما هو السبب الذي جعل مناعته بهذه القوة ولكني أعلم أن الصحة منحة من الله وأعلم جيداً أن الطيور التي نخاف عليها من نسمة الهواء هي التي تمرض وربما تموت ! أعترف أني أهمله كثيراً إلا من التغذية ،
وفي الحقيقة أني أهمله حتى في التغذية ولكنه هو من يهتم بنفسه في التغذية وليس أنا فهو يعرف مواعيد الأكل جيداً حتى مع تغيرها في شهر رمضان المبارك أو ربما يعرف أن اجتماع وتحلق الأسرة لا يكون إلا على زاد،
أعجب من من هذا الأمازوني الخرف فهو لا يلقي بالاً ولا يعير اهتماماً للمعازيم الغرباء على سفرتنا فلو استطاع لأخذ اللقمة من أيديهم فهو شرهٌ للغاية رأيته ذات مساء يلعق اللبن الرائب كنه قط بل ويأكل التمر الذي عجزت أن أقنع كوكاتو الملوكان أن يأكله.
يأكله هذا الأمازوني المتشرد هل قلت المتشرد ؟!!! نعم فقد قضى يوم وليلة على شجرة أمام بيتنا ليس له إلا الله ثم ما جادت به تلك الشجرة من ثمار كحبة الحمص ذات طعم مر ولولا الله ثم جارتنا الأمينة أخبرتنا بوجوده على تلك الشجرة لما فقدناه إلى حين لأنه يقضي وقته متنقلاً على الإستاندات ينام ويصحو لا يدخل القفص أبدا. أعود لكلامي وأقول إن هذا الببغاء يأكل التمر بشراهة خاصة إذا كان مخلوطاً بجوز الهند المبشور. ومن يدري لعله السرُّ وراء قوة مناعته !
عجباً لأمر هذه الطيور وعجباً لأمر هذه العلاقة المطردة فنحن كلما دللناها أهملت أنفسها وربما أمرضتها نسمة الهواء وكلما أهملناها حملت مسؤلية نفسها يعززها شعورها بالإستقلال .
عجباً : ولا عجب فقد عاشت هذه الطيور لآلاف السنين حرةً طليقة حاملة هم شأنها لوحدها بعيدةً عن دلالنا الزائد الذي أفقدها شعورها بأهمية وجودها في هذه الحياة .



[emoji173]️كوكاتو ملوكان حبٌ وحنان[emoji173]️
سلوم 2014 غير متصل   رد مع اقتباس