عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2012, 12:50 AM   #5
kiri*katy
هاوي فعال
 
الصورة الرمزية kiri*katy







رد: كن مع تو زوو (الفهد الصياد الشيتا The Cheetah )




التناسل ودورة الحياة



تصل إناث الفهود لمرحلة النضج الجنسي عندما تبلغ عامها الثاني أو الثالث، أما الذكور فتصل مرحلة البلوغ عندما تبلغ السنة من العمر، إلا أنها لا تتزاوج عادةً قبل أن تبلغ 3 سنوات. تتناسل الفهود طيلة أيام السنة ولا تتقيد بموسم محدد، إلا أن الولادات تبلغ ذروتها في موسم الأمطار، وقد أظهرت دراسة أجراها بعض العلماء في سهول السيرينگتي بشرق أفريقيا أن إناث الفهود غالبًا ما تتجامع وذكور عديدة وتنجب جرائها من عدد منها.
تلد الأنثى بطنًا يتراوح عدد أفراده بين 3 و 5، على أنه يحتمل أن يصل إلى 9، بعد فترة حمل تدوم ما بين 90 و 98 يومًا، وذلك في أفحوص تستره الأعشاب الطويلة عن العيون. يتراوح وزن الجراء عند الولادة بين 150 و 300 غرام (بين 5.3 و 11 أونصة)، وعلى العكس من الكثير من أنواع السنوريات، تولد الفهود بذات الرقط المميزة لها وتحتفظ بها طيلة حياتها، كذلك فإن ما يميز جراء الفهود عن صغار السنوريات الأخرى أنها تولد بفراء مبطن ناعم يمتد من وسط ظهرها على طول عنقها، يُطلق عليه تسمية "العباءة"، ومنه جاء اسم نوعها (باللاتينية: jubatus)، ويمنحها هذا الفراء مظهرًا أعرفًا طيلة سنوات صغرها، قبل أن يتساقط مع تقدمها بالسن. يقول بعض العلماء أن عرف الجراء يساهم في حمايتها من الضواري، إذ أنه يجعل الفرد منها يبدو للناظر وكأنه غرير عسل، وهذه الأخيرة حيوانات شرسة من فصيلة العرسيات قادرة على مقارعة النمور حتى.
يبدأ عرف الجراء بالتساقط في شهرها الثالث، ويُستبدل بفراء الفهود البالغة، إلا أنها تبقى تحتفظ بشعر عنقها الطويل حتى تبلغ سنتين من العمر. تُفطم الصغار خلال الفترة الممتدة بين شهرها الرابع والسابع وتبدأ بتعلم الصيد في هذه المرحلة، حيث تُرافق والدتها وتراقب عملية المطاردة والقتل، وقد تحضر الأم لجرائها طريدة حية من شاكلة الأخشاف أو الأرانب البرية وتتركها تتمرس على قتلها. تبقى الصغار مع والدتها حوالي سنة ونصف قبل أن تذهب في سبيلها وتسيطر على أحواز خاصة بها تُعد نسبة الوفيات بين جراء الفهود مرتفعة جدًا، حيث ينفق 90% منها قبل أن يبلغ عامه الأول، وذلك يعود لأسباب مختلفة، منها الأمراض وافتراس الضواري الأكبر حجمًا لها، من شاكلة الأسود والنمور والضباع، إضافة إلى ذكور الفهود الغريبة. تعتبر الأشهر الثمانية عشر الأولى من حياة الجراء أهم فترة بالنسبة لها، إذ أنها تتعلم خلالها كل ما تحتاجه للبقاء من والدتها، وبحلول شهرها الثامن عشر، تقوم الأم بهجر جرائها، فتؤلف الأخيرة زمرة أخوية وتبقى سويًا طيلة 6 أشهر في العادة، وعندما تبلغ الإناث منها سنتين من العمر، فإنها تُقدم على مغادرة الزمرة والعيش بمفردها، أما الذكور فتبقى سويًا طيلة حياتها.يصل أمد حياة الفهد لحوالي 12 سنة في البرية، وقرابة 20 سنة في الأسر.

فهود يافعة ووالدتها.



جرو الفهد، (شيتا )لاحظ عرفه الأزغب على طول عنقه وظهره.



السلوك المناطقي
تعتبر الفهود، وبشكل خاص الذكور منها، أكثر السنوريات حبًا للاجتماع بعد الأسود. تعيش الذكور من ذات البطن مع بعضها البعض في مجموعات طيلة حياتها، وبحال حوى البطن ذكرًا وحيدًا، فإن هذا الأخير سوف يُشكل ثنائيًا مع ذكر وحيد آخر، أو مجموعة مع ذكرين، وفي بعض الأحيان تنضم ذكور وحيدة إلى مجموعة مكونة من بضعة أشقاء، بحال تقبلت الأخيرة ذلك. يُطلق على مجموعة الفهود تسمية "حلف" أو "تحالف"، وفي دراسة لفهود السيرينگتي من سنة 1987، تبين أن 41% منها يعيش منفردًا، 40% يعيش في أزواج، و 19% يعيش في مجموعة من 3 أفراد.


تُعد فرصة تحالف الذكور بالاستيلاء على حوز خاص بها أكبر بست مرّات من فرصة الذكر المنفرد، إلا أن الدراسات أظهرت أنه على الرغم من ذلك، فهكذا مجموعة لا تقدر أن تسيطر على حوزها لفترة أطول من تلك التي يُسيطر فيها ذكرًا منفردًا على حوزه، أي لحوالي 4 سنوات. يمكن لحوز الأنثى أن يبلغ مساحةً شاسعة، لذا يصعب على الذكور السيطرة على منطقة تضم حوز عدد من الإناث لاستحالة الدفاع عن حدودها ضد الذكور الأخرى، وعوضًا عن ذلك يقوم الذكر بالسيطرة على المنطقة التي تلتقي فيها بضعة أحواز تعود لإناث مختلفة، مما يزيد من فرصته للتناسل ودرء الخطر عن حدود منطقته. تتأثر مساحة حوز الفهد ببضعة عوامل، منها: نسبة الموارد المتاحة والتي تعتمد عليها هذه الحيوانات للبقاء، فكلما كانت هذه النسبة قليلة كلما قلّت مساحة الحوز والعكس صحيح، لذا يُلاحظ أن مساحة أحواز الفهود في أفريقيا تتراوح بين 37 و 160 كيلومترًا مربعًا (بين 14 و 62 ميل مربّع)، ومن الموارد التي تعتمد الفهود عليها للبقاء: عدد كاف من الطرائد الصغيرة والمتوسطة الحجم، إضافةً لبعض السهول المنبسطة حيث تستطيع مطاردة فريستها والهرب من المفترسات الأخرى بسرعة فائقة إن لزم الأمر، فقد أظهرت بعض الدراسات أن مساحة حوز الفهود في أحراج جنوب أفريقيا تصل إلى 34 كيلومترًا مربعًا (13 ميلاً مربعًا)، أما في سهول ناميبيا وصحاريها، فقد تصل إلى 1,500 كيلومتر مربع (580 ميلاً مربعًا).ومن العوامل الأخرى المؤثرة في مساحة الحوز، نسبة الضواري الأكبر حجمًا في المنطقة، فكلما كان عدد النمور والأسود والضباع وسعادين الربّاح مرتفعًا، كلما انخفض عدد الفهود، ذلك أن تلك الضواري تقدم على الفتك بالفهود وجرائها كلما سنحت لها الفرصة، وبحال كان عددها منخفضًا فإن عدد الفهود يكون مرتفعًا بالمقابل، فقد لوحظ أنه في بعض أنحاء أفريقيا الشرقية حيث أبيدت المفترسات الضخمة، أصبح بالإمكان رؤية مجموعات ضخمة من الفهود يتراوح عدد أفرادها بين 14 و 19 فهدًا.



فهد يقوم بتعليم حدود حوزه عن طريق رش بوله على جذع شجرة يابسة.

تُعلّم الذكور حدود حوزها عبر رش بولها على الأشجار والصخور وتلال النمل الأبيض، وبحال كانت تُشكل حلفًا، فإن جميعها تقدم على رش البول لتزيد من قوّة رائحته وعبقه ولتُعلم الذكور الأخرى بوجودها. وذكور الفهود حيوانات مناطقية تدافع عن حدود حوزها بشراسة، وهي تستميت غالبًا في ذلك لدرجة أن أي نزاع مناطقي بينها غالبًا ما ينجم عنه موت أحد الطرفين أو إصابته إصابة بالغة.
تعتبر إناث الفهود فريدةً بين جميع السنوريات، إذ أنها لا تسيطر على حوز خاص بها، بل تبقى ضمن نطاق جغرافي معين يُطلق عليه تسمية الموطن أو الإقليم، يتقاطع مع ذلك الخاص بإناث أخرى غالبًا ما تربطها بها صلة دموية، كأن تكون بناتها أو شقيقاتها أو والدتها. تصطاد الإناث بمفردها على الدوام ولا تتعاون مع إناث أخرى على إسقاط أي طريدة، والحالة الوحيدة التي تصطاد فيها أنثى مع فهود أخرى، هي عندما ترافقها جرائها لتتعلم الصيد.

الأصوات



تصدر الفهود عددًا من الأصوات، لكنها لا تزأر كما السنوريات الكبرى، ذلك أنها لا تمتلك الخواص الأحائية اللازمة التي تمكنها من هذا. كان يُعتقد بأن السبب الذي يُمكن السنوريات الكبرى من الزئير هو التعظم غير الكامل للعظم اللامي، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن هذه القابلية ترجع إلى خصائصها التشكلية المميزة، وبشكل خاص تلك المتعلقة بالحنجرة. أما الأصوات التي تصدرها الفهود فتشمل:
  • النقيق: تُصدر الفهود نباحًا حادًا يُسمى نقيقًا عندما يحاول أحدها العثور على الأخر، وهذا النوع من الأصوات شائع بشكل خاص عند الأنثى ذات الجراء، حيث تصدره عندما تتواصل مع صغارها المختبئة أو التائهة ويمكن سماعه من على بعد كيلومترين. ونقيق جراء الفهود مميز بين أصوات صغار السنوريات، إذ أنه يبدو للسامع وكأنه تغريد عصفور، لذا يُطلق عليه البعض "الصفير".
  • التلعثم: تُصدر الفهود هذا النوع من الأصوات عند التقائها بفرد آخر من نوعها، ويُعبر ذلك عادةً عن رغبتها بالتواصل مع بني جنسها، أو عدم ارتياحها لوضع ما، أو عن رضائها، أو عند التقائها بفرد ينتمي للجنس الآخر. ويلاحظ أن كلا الجنسين يتلعثم لأسباب مختلفة.
  • الزمجرة أو الهدر: تقدم الفهود على إصدار هذا الصوت مرفقًا بهسهسة وبصاق عندما يضايقها أمر ما ويسبب لها توترًا، أو عندما تواجه خطر معين.
  • العواء: هو عبارة عن هدر أكثر حدة، وتصدره الفهود عادةً عندما يتفاقم الخطر الذي تتعرض له.
  • الخرخرة: تُصدر الفهود هذا الصوت عندما تكون راضية مستريحة، وذلك عند التقائها بفرد آخر تستريح له عادةً، كما في حالة الأم وجرائها. ومن خصائص الخرخرة أنها تصدر عبر الشهيق والزفير على حد سواء.
الحمية والصيد



الفهود حيوانات لاحمة تقتات عادةً على الثدييات التي يقل وزنها عن 40 كيلوغرام (88 رطلاً)، من شاكلة غزلان طومسون، الظباء القفّازة، غزلان گرانت، الإمبالا، وصغار الخنازير الثؤلولية. كذلك فهي تقتات في بعض الأحيان على صغار بعض الثدييات الأكبر حجمًا، مثل صغار النو وحمر الزرد، وعلى تلك البالغة منها في أحيان أخرى، على أنه يُشترط في الحالة الأخيرة أن تكون الفهود تصطاد في مجموعة. تقتات الفهود أيضًا على بعض الطرائد الأصغر حجمًا مثل الأرانب البرية، الثعالب خفاشية الأذنين، بنات آوى سوداء الظهر، وبعض أنواع الطيور قاطنة الأرض كالغرغر والحبارى وفراخ النعام. تصطاد الفهود في وضح النهار على العكس من معظم السنوريات الأخرى ليلية النشاط، وغالبًا ما تقدم على ذلك في الصباح الباكر أو عند الغروب، أي خلال أكثر فترات النهار برودةً والتي لا يزال فيها ما يكفي من النور للسماح بالرؤية.
تعتمد الفهود على حاسة النظر عوضًا عن حاسة الشم عند الصيد. تتسلل الفهود نحو طريدتها حتى تصبح على بعد يتراوح بين 10 و 30 مترًا (33–98 قدمًا) منها ثم تقدم على مطاردتها، وتدوم المطاردة عادةً لأقل من دقيقة واحدة، وبحال فشل الفهد في الامساك بفريسته خلال هذه المدة، فإنه سوف يعدل عن المطاردة فورًا. تصل نسبة نجاح الفهود في الامساك بطريدتها إلى 50%، أي أنها تنجح في نصف محاولاتها وتفشل في النصف الآخر.
يسبب العدو بسرعة فائقة ضغطًا كبيرًا لجسد الفهد، فأثناء الركض ترتفع درجة حرارتها لتصل مستوى قاتلاً بحيث لو استمر الفهد على هذ المنوال لسقط ميتًا؛ ولهذا السبب غالبًا ما يرى الناظر الفهد وهو يستريح لفترة من الوقت بعد أن يمسك طريدته وقبل أن يقتات عليها، وتختلف المدة التي يحتاجها الفهد للاستراحة من عناء المطاردة باختلاف الفترة التي قضاها مطاردًا للفريسة، فإن كانت تلك الأخيرة قد دامت طويلاً، فإنه قد يحتاج نصف ساعة أو أكثر حتى يستجمع قواه وطاقته. تقتل الفهود طريدتها عن طريق تعثيرها أثناء المطاردة، ومن ثم تقوم بعضّ حلقها حتى تنفق الأخيرة اختناقًا أو جرّاء ثقب إحدى شرايينها الحيوية؛ ويعود سبب قتل الفهود لطريدتها بهذا الشكل لعدم تمتعها بالقوة الكفاية حتى تكسر عنق فرائسها من الظباء والغزلان كما تفعل السنوريات الأكبر حجمًا. تقدم الفهود على الاقتيات بأسرع ما يمكنها بعد نفوق الفريسة، تحسبًا لوصول ضوار أخرى قادرة على سلبها إياها. تتشاطر الفهود طريدتها مع بعضها البعض ولا تظهر عدائية تجاه أقاربها التي تشاركها الطعام أغلب الأحيان.


تختلف حمية الفهود باختلاف المنطقة التي تقطنها، ففي أفريقيا الشرقية على سبيل المثال، تقتات الفهود بدرجة رئيسية على غزلان طومسون، وهذه الغزلان أقصر وأبطأ من الفهود وأقل مقاومة من طرائد أخرى، مما يجعلها فريسة مثالية، وفي أفريقيا الجنوبية تصطاد الفهود الظباء القفّازة بشكل رئيسي، وهذه الأخيرة أكبر حجمًا من غزلان طومسون لكنها لا تزال أقل سرعة من الفهد وقليلة المقاومة مثلها في ذلك مثل الغزلان. أما في الهند فكانت الفهود تصطاد الظباء السوداء والغزلان الهندية بوتيرة أعلى من اصطيادها لأنواع أخرى. تنتقي الفهود الأفراد الشاردة عن القطيع في أغلب الأحيان وليس الأفراد المريضة أو الطاعنة في السن كما يُعتقد.

العلاقة مع الضواري الأخرى



على الرغم من سرعة الفهود وبراعتها بالصيد، إلا أنها غالبًا ما تخضع للضواري الأكبر حجمًا التي تشاطرها معظم موطنها، حيث أنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها ضدها بعد أن فقدت قوتها الجسدية ومقدرتها على تسلق الأشجار لصالح سرعتها الفائقة أثناء عملية تطورها خلال آلاف السنين. تتجنب الفهود قتال أي حيوان ضار آخر في معظم الأحيان، وتقوم بهجر طريدتها لصالحه عوض أن تخاطر بتعرضها لإصابة قد تقعدها أو تؤثر على مقدرتها على العدو، مما قد يؤدي إلى فشلها بالصيد في كثير من الأحيان وبالتالي نفوقها جوعًا، ومن أبرز الضواري التي تسلب الفهود طرائدها، الضباع المرقطة الأكبر حجمًا والأقوى فكًا، فهذه لا تخشى الفهود وتقترب منها بثقة عمياء وتسرق طريدتها، ولا تقدم الفهود على مقارعة الضباع خوفًا من أفكاكها طاحنة العظام التي يمكن أن تحطم أحد أطرافها أو تقتلعها، ومن أكثر الأماكن حيث يُشاع حصول هكذا منازعة، منتزه ماساي مارا الوطني في كينيا، حيث تكتشف النسور موقع الصيد بسهولة نظرًا لانكشاف السهول، وتستدل عن طريقها الضواري الأخرى في المنطقة.
تصل نسبة احتمال فقدان الفهود طريدتها لصالح مفترس آخر إلى 50%. تتفادى الفهود منافسة الضواري الأخرى عن طريق صيدها في أوقات مختلفة من النهار لا تحبذها الأخيرة، وعبر اقتياتها فورًا على الفريسة بأسرع ما يمكن. وفي الآونة الأخيرة، أخذت الفهود الأفريقية تتعرض لمزيد من الضغوط من قبل المفترسات الأخرى نتيجة لتدمير المزيد من مساكنها وموائلها الطبيعية في تلك القارة على يد البشر، لغرض استصلاح الأراضي للزراعة وتربية الماشية.
تُقتل الفهود في كثير من الأحيان، وبشكل خاص الجراء منها، على يد الضواري الأخرى، ومعدل الوفيات بين الجراء مرتفع للغاية، إذ أن نسبته تصل إلى 90%، ومن المفترسات التي تستهدف الفهود وجرائها عمدًا: الأسود، النمور، الضباع، الكلاب البرية الأفريقية، والعقبان حتى. تقوم الأنثى بالدفاع عن جرائها ضد أي معتد، وفي بعض الأحيان تنجح في صد بعض الضواري وردها على أعقابها، كذلك غالبًا ما ينجح تحالف من الذكور بصد بعض الضواري الأخرى، شريطة أن يكون الذكور في هذا التحالف أكثر عددًا من المفترسات المعتدية وأن تقل الأخيرة عنها في قدها أو تماثلها. يعتبر الفهد البالغ السليم بمنأى نسبي عن معظم المفترسات نظرًا لسرعته الفائقة التي تمكنه من الهرب منها بسهولة.

الانتشار والمسكن



كانت الفهود واسعة الانتشار سابقًا في مختلف أنحاء أفريقيا وآسيا، أما اليوم فهي مبعثرة مع تجمع جمهراتها الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وحتى في تلك الناحية من العالم، يمكن العثور على جيوب معزولة منها في بعض الأماكن. أما في آسيا فما زالت هناك جمهرة صغيرة منها يُقدر عدد أفرادها بحوالي الخمسين في محافظة خراسان بإيران، حيث يحاول علماء الحيوان ودعاة حماية الحياة البرية الحفاظ عليها وإكثارها. تفيد بعض التقارير غير المؤكدة بوجود بعض الفهود في جنوب شبه الجزيرة العربية والهند، كذلك كانت تقارير أخرى قد أفادت عبر السنين أن عددًا من الفهود لا تزال تقطن محافظة بلوشستان في باكستان، وقد أُكدت صحة هذه المزاعم عندما عُثر على جيفة فهد في تلك النواحي خلال السنوات القليلة الماضية. تقلص موطن الفهود خلال القرن العشرين بنسبة 76%، الأمر الذي أدى إلى تراجع أعدادها بشكل كبير، بعد أن كان يصل في مستهل ذلك القرن إلى 100,000 فرد.
تفضل الفهود سكن الأراضي المكشوفة الواسعة ذات الطرائد الوفيرة، حيث تستطيع اللجوء إلى سرعتها للصيد والنجاة بحياتها إن لزم الأمر. ومن الموائل التي تفضلها الفهود: المناطق شبه الصحراوية، المروج، السهول العشبية، السڤانا، وأراضي الأشجار القمئية المكشوفة، ويمكن للفهود أن تعيش في أنواع مختلفة من المساكن في ذات المنطقة أو البلد، وأن تتنقل بينها، ففي ناميبيا على سبيل المثال، يمكن رؤية الفهود في السهول العشبية، السڤانا، الأجام الكثيفة، والمناطق الجبلية. كان الأرستقراطيون يستأنسون الفهود في الكثير من أنحاء موطنها السابق ويستخدموها لصيد الغزلان والظباء، كما تُستخدم اليوم كلاب الصيد بسلالاتها المختلفة.
تمثيل الفهد في الثقافة الإنسانية



الأهمية الاقتصادية
كانت بعض الشعوب تنظر إلى فراء الفهود على أنه يُمثل رمزًا اجتماعيًا مرموقًا، حيث كان بعض الملوك والأمراء يرتديه أو يعرضه على أرض بلاطه، أما اليوم فإن أهمية الفهود الاقتصادية تتمثل في ما تحققه من عوائد للمحميات الطبيعية والمنتزهات وحدائق الحيوان، حيث يدفع السيّاح مبلغًا من المال مقابل مشاهدتهم لها في مؤلها الطبيعي ورؤيتها تتفاعل وطرائدها والضواري الأخرى. والفهود إحدى أقل السنوريات عدائية تجاه الإنسان،[56] ويمكن لفضولها أن يدفعها حتى تتسلق سيارات السفاري وتتفقدها، وفي بعض الأحيان تستخدمها كمطل كاشف لمحيطها، أو تستظل في ظلها إلى جانب البشر القابعين بداخلها. يمكن ترويض الفهود بسهولة نظرًا لقلة عدائيتها، وهناك بعض التجار الذين يقومون بتزويج أفراد منها في الأسر وبيع جرائها كحيوانات أليفة.
كانت الفهود، ولا تزال في بعض الأحيان، تُصاد من قبل المزارعين ومربي المواشي اعتقادًا منهم بأنها تفتك بحيواناتهم، وهناك عدد من الجمعيات والأشخاص الذين يقيمون برامج توعية للمزارعين لتثقيفهم عن هذه الحيوانات وتشجيعهم على عدم قتلها واللجوء إلى أساليب أخرى للتخلص منها، كنصب أفخاخ غير قاتلة لها ونقلها لأماكن أخرى. أظهرت بعض الدراسات أن الفهود لا تقدم على مهاجمة الماشية إلا بحال كانت يائسة للحصول على طعام، وأنها تفضل الطرائد البرية، ذلك أنها تخشى البشر وكلاب الحراسة وتربط بينها وبين الماعز والخراف، إلا أنها على الرغم من ذلك لا تتجنب الأراضي الزراعية بل تدخلها في نطاق حوزها وتجول بها، الأمر الذي يؤدي إلى نزاع بينها وبين ملاّك تلك الأراضي.

kiri*katy غير متصل