مع نجاح الإنسان في استئناس الخيول، وتربيتها في حظائر خاصة (اسطبلات)، ارتبط ذلك بحرمان الخيول من بيئتها الطبيعية؛ ولكن لحسن الحظ فإن الخيول لديها قدرة على التكيف بدرجة معقولة، وباتباع سياسة ناجحة لإدارة الاسطبل، بما يلبي الحاجات الطبيعية للخيول، ينعكس ذلك بالطبع على تحسن مزاج الخيول، وقوة أدائها.

ولمعرفة الاحتياجات الطبيعية للخيول يجب دراسة سلوكها في بيئتها الطبيعية، وبصفة أساسية، يركز سلوك الخيل على تحقيق هدفي البقاء والتناسل لحفظ النوع. والخيول حيوانات نباتية تتنقل بين المراعي المختلفة، ويمكنها أن تركض بسرعة كبيرة للإفلات من الحيوانات المفترسة؛ وبصفة عامة، فإن الخيول تميل إلى الهرب وليس القتال عند مواجهة خطر ما، ولكن هذا لا يمنع الحصان من الركل والعض دفاعا عن نفسه إذا تطلب الأمر؛ لذا تشعر الخيول بالراحة أكثر في البيئات المفتوحة، حيث تعيش ضمن قطيع يوفر لها مطلبي الحماية والتفاعل الاجتماعي.

من هنا فإن إدارة الاسطبلات يجب أن تتم بما يحقق تلبيةً لاحتياجات الخيول الطبيعية، وذلك على النحو التالي:



الماء:
يجب توفير المياه العذبة وإتاحتها للخيول باستمرار، فقد يؤدي العطش إلى الإصابة بعسر الهضم والمغص.



الطعام:
كما هو الحال في الطبيعة، يجب أن تمثل الأعلاف المغذية، الغنية بالألياف القابلة للهضم، الركيزة الأساسية لتغذية الخيول؛ مع خفض مستويات النشا إلى الحد الأدنى. ويعمل ذلك على إطالة الفترة التي تأكل فيها الخيول، مما يشغلها ويدفع عنها الشعور بالملل. ويجب ألا تطغى المركزات على الأعلاف ضمن البرنامج الغذائي حتى وإن كانت الخيول في ذروة اللياقة البدنية، كما ينبغى تقديم الأغذية الغنية بالطاقة والبروتين بشكل متوازن بما يلائم احتياجات الخيول.



المأوى:
عندما تسوء الأحوال الجوية، يجب أن تجد الخيول مأوىً مناسبًا، ولكن مع مراعاة السماح للخيول بحرية الحركة، فالخيول تحب اللعب والتجول، ويجب ألا يتم تقييد حركتها إلا في حالة الإصابة أو المرض.



الصحبة:
الخيول حيوانات اجتماعية بطبعها، وتعيش ضمن قطيع، لذا يشكل التفاعل الاجتماعي أهمية لها، فيجب عمل فتحات في الاسطبلات المتجاورة، بحيث تسمح للخيول بأن ترى وتلمس وتشم بعضها البعض، كما يجب التأكد من تآلف الحصان مع الخيول المجاورة له.



المساحة الكافية:
عامة، تفضل الخيول البقاء في الأراضي المفتوحة، حيث يمكنها أن تلاحظ رفاقها، ولكنها أيضًا تسعى إلى بعض الخصوصية أثناء تناول الطعام.



النشاط البدني:
تحتاج الخيول لممارسة النشاط البدني، فهي تتحرك في المرعى لمدة 16 ساعة يوميًا إذا سمح لها بذلك، لذلك لا يُستحب تقييد الخيول أو حبسها في الاسطبل لمدة طويلة؛ والآن يقوم بعض مدربي خيول السباق بإخراج خيولهم للأراضي المفتوحة كلما سنحت لهم الفرصة، حيث تقوم الخيول باللعب والتجول كما تحب أن تفعل في بيئتها الطبيعية.



التفهم:
على مدى خمسة آلاف عام مضت، تطورت علاقة خاصة جدًا بين البشر والخيول، وتقع على مسئولية مالك الخيل أن يوفر لها أفضل الظروف الملائمة، من خلال إدارة الإسطبل بشكل جيد، يوفر الرعاية الصحية والذهنية للخيول.



الهواء النظيف:
تحتاج الخيول للهواء النظيف، وفي البرية نادرًا ما تعاني الخيول من الغبار، ولكن في بيئات من صنع الإنسان، يشكل الغبار مشكلة رئيسية قد تؤثر على صحة الخيول وأدائها. يجب مراعاة تهوية الاسطبل بشكل جيد، وإبعاد الخيول أثناء أي عملية ينتج عنها الغبار.



المصدر: كتاب Horse and Stable Management